ترك مسعود أوزيل، أحد أكثر صناع الألعاب موهبة في كرة القدم الحديثة، بصمة لا تمحى على اللعبة من خلال رؤيته وإبداعه وتمريراته الدقيقة. منذ أيامه الأولى في ألمانيا إلى صعوده في بعض من أفضل الدوريات الأوروبية، كانت مسيرة أوزيل قصة تألق ونجاح، مما جعله شخصية محترمة في تاريخ كرة القدم.
ولد أوزيل في جيلسنكيرشن بألمانيا، وبدأت رحلته الكروية في شالكه 04، حيث تميز بسرعة بمهاراته الفنية وذكائه الكروي. لم يمض وقت طويل قبل أن ينتقل إلى فيردر بريمن في عام 2008، حيث ازدهر حقًا. أصبح أوزيل لاعبًا رئيسيًا لبريمن، وحظي بتقدير واسع النطاق بسبب أدائه، خاصة بعد عروضه الرائعة في كأس العالم لكرة القدم 2010، حيث ساعد ألمانيا في الوصول إلى الدور نصف النهائي.
لفت نجاح أوزيل في كأس العالم انتباه ريال مدريد، وفي عام 2010، انتقل إلى العملاق الإسباني. كانت فترة وجوده في مدريد مليئة باللحظات التي لا تنسى، حيث أصبح شخصية حاسمة في خط الوسط، وشكل شراكة قاتلة مع كريستيانو رونالدو. كان أوزيل معروفًا بقدرته غير العادية على خلق الفرص، وغالبًا ما كان يتصدر الدوري في التمريرات الحاسمة. خلال فترة وجوده مع مدريد، فاز أوزيل بالدوري الإسباني وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني.
في عام 2013، انتقل أوزيل إلى آرسنال، ليصبح بذلك أغلى صفقة في النادي في ذلك الوقت. قوبل وصوله بالإثارة، وسرعان ما أصبح أوزيل نبض الإبداع للفريق. مع آرسنال، فاز أوزيل بكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عدة مرات وكان دائمًا من بين أفضل صانعي التمريرات الحاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز. جعلته مهاراته الفنية ورؤيته أحد أكثر اللاعبين تسلية لمشاهدتهم خلال فترة وجوده في إنجلترا.
بعد فترة ناجحة في آرسنال، دخلت مسيرة أوزيل مرحلة انتقالية. انتقل إلى فنربخشة في عام 2021، حيث كان يتطلع إلى مواصلة أيام لعبه في تركيا، موطن عائلته. كما اتخذ أوزيل قرارًا بالاعتزال الدولي في عام 2018، بعد مسيرة شهدت حصوله على أكثر من 90 مباراة دولية مع ألمانيا والفوز بكأس العالم لكرة القدم في عام 2014.